 |
| بناءء منزل |
حين يفكر المرء ببناء منزل فإن ذلك الأمر فيه من الصعوبة والتعب الشيء الكثير.. وفوق ذلك فالتكاليف تكون مرتفعة أكثر مما يتخيل الشخص، نظراً لأنه عند البناء يفكر بكثير من التفاصيل التي تزيد الأعباء والنفقات غير المتوقعة.
يضاف إلى ذلك عامل الزمن، فبناء منزل يأخذ وقتاً طويلاً قد يزيد كثيراً عن المتوقع، فيما شراء منزل يكون خلال دقائق أو ساعات. كذلك قد تتعطل عملية البناء في بعض مراحله بسبب نقص التمويل، وقد يحدث ذلك مرات عدة، لذا فإننا سوف نتحدث بالتفصيل في ما يلي عما يمكن التفكير فيه قبل التوجه إلى فكرة البناء.
أسباب ارتفاع تكلفة البناء عن الشراء
ترتفع تكاليف البناء دائماً نتيجة وجود الكثير من الأمور الدقيقة التي يرغب بها من يفكر في البناء، وتلك الأمور تتطلب مالاً وزمناً لإنجازها، ولا يكفي الإنجاز هنا لكون المسألة تحتاج الإتقان، فعلى سبيل المثال: ما فائدة مطبخ مجهز كما نريد إن كانت الأدراج والأبواب سوف تبدأ بالتفكك بعد مرحلة بسيطة من الاستخدام.ذلك يعني أن التكلفة سوف ترتفع مقابل اشتراط الجودة، وهنا تأتي مشكلة أخرى، لو فكر من بنى البيت ببيعه لاحقاً، فهو بالتأكيد لن يقبل بالخسارة، وبالتالي فهو مضطر للانتظار زمناً إلى أن يجد من يشتريه منه.
المشاكل والعيوب في عملية البناء
في المقدمة نجد أن الوقت الذي يضيع كبير في التفكير في البناء واختيار التصميم المناسب ثم المقاول القادر على الإنجاز بأفضل الأسعار والمواصفات، ورصد المبلغ أو تجميع ما يمكن من المال من أجل تأمين بداية جيدة ليس بها احتمالات للتعثر.. والأكيد ذلك لن يحدث بين يوم وليلة، فهو يتطلب وقتاً ليس قليلاً كي نكون على المسار السليم.كما أن متابعة العمل بشكل شخصي يحتاج التفرغ، فبعض المقاولين لا يؤمن جانبهم، وقد يكون الاعتماد على الذات خياراً لا بد منه في بعض الحالات.. وإن لم يتفرغ الشخص كلياً لعملية البناء فهو يجب أن يخصص معظم وقته لذلك.. مما يعني اضطراب نمط حياته اليومية، وأيضاً العملية إن كان موظفاً.
وفي معظم الحالات نجد أن الشخص يفقد من وقته ما بين عام وعامين إلى أن يتمكن من إنجاز مشروعه السكني/ فالمسألة تتطلب إيجاد قطعة أرض مناسبة وترخيص بناء ثم الذهاب إلى مكتب هندسي للتصميم وبعد ذلك الاتفاق مع مقاول بناء جيد، ثم متابعة العمل والإشراف عليه، فالاعتماد على المقاول غالباً ليس فكرة جيدة فقد يفقد الشخص كثيراً من المواصفات التي يريدها، وقد يضطر في بعض الحالات لإعادة تركيبات وإنشاءات لم تجهز كما يريد.
هدر الكثير من المال
أثناء عملية البناء لابد للشخص من مكان يسكن فيه، وهذا المكان غالباً يكون منزلاً بالإيجار، مما يعني أن النفاقات والأعباء ازدادت.. وربما كان بمقدوره دفع المبالغ الموصودة للإيجار على شكل أقساط في شراء منزل جاهز يسكن فيه مباشرة، أو توظيف تلك المبالغ لإجراء تعديلات يرى أنه يحتاجها في المنزل الجديد. بالإضافة إلى وجود احتمالات لارتفاع غير متوقع بالأسعار.. وما إلى ذلك من ظروف ربما تكون عاملاً مساعداً في زيادة تكلفة البناء.. ويضاف إلى ما سبق ملاحقة المقالول كي ينهي البناء ضمن المواحل المتفق عليها، مرحلة تلو أخرى، وما يحتاج ذلك من نفقات في الحركة والنقل، والتعب أيضاً.. مع كثير من التفاصيل التي يدركها تماماً من عانى في بناء منزل وتمنى لو أنه لم يتورط بذلك.. طبعاً مع وجود استثناءات، إن كانت الوفرة المادية موجودة وإن كان السكن مضموناً لغاية الانتهاء.. مع وجود مقاول ثقة يعتمد عليه.تفاصيل صغيرة لكنها مهمة
من المحتمل أيضاً أن نكتشف تفاصيل أخرى ليس موجودة أمامنا لكنها تظهر في حينها، كأن تتغير الأنظمة والقوانين الموضوعة سابقاً في المكان الذي توجهنا للبناء فيه، ونصبح في حاجة إلى أوراق جديدة وإضافات في التصريحات التي كنا قد استخرجناها، أو قد نتعرض أثناء عملية البناء لمتابعة دقيقة لا تهدأ من قبل الجهات المعنية في المدينة، وقد تجد أن الجيران في المكان قد تضايقوا من أصوات الطرق أو الغبار المتناثر.. ومن المحتمل أن تراكم بعض المواد يؤدي إلى إغلاق جزئي أو كلي لأحد الشوارع، وقد يتطور الأمر إلى مشادات مع بعض الجوار أنت في غنى عنها، أو تجد نفسك تواجه بلاغ إزعاج من أحد السكان.مكاسب التوجه لشراء المنزل الجاهز
من أهم الأمور التي تكسبها عند شرائك للمنزل الجااهز هو وفرة المواقع التي توجد فيها أبنية سكنية أو فيلات معدة للبيع ضمن مشروعات الشركات العقارية الكبيرة.. وبالتالي تحديد الموقع الذي يلبي متطلباتك، كأن يكون قريباً من مدرسة أبنائك وعملك.. وقريباً من أماكن التسوق والخدمات.. أو ربما تختار الابتعاد عن الصحب فتختار موقعاً يتوفر فيه الهدوء.. إلخ... ويبقى هذا الأمر اسهل من إيجاد أرض في موقع على مزاجك واحتياجاتك.. عدا عن مسألة اختلاف الأسعار بالنسبة للأراضي ما بين موقع وآخر.
وعند الشراء يكون تفاوضك مع البائع على نقطة واحدة هي السعر وغالباً تكسب لكون هذا البائع لم يعرض العقار للبيع إلا لأنه يريد سيولة مادية، بينما عند البناء تظل تتفاوض ثم تتفاوض حتى يصيبك التعب.. وعمليات التفاوض تبدأ من أول لقاء لك مع المسؤول في المكتب الهندسي وتنتهي بتثبيت آخر لمسة قبل السكن في البيت.
وفي الشراء عندك احتمال كبير بالتوجه إلى نظام الأقساط، الأمر الذي يخفف عنك عبء الدفعات الكبيرة التي قد لا تكون مستعداً لها. كما أنه بمقدورك التسهيل على نفسك أكثر من خلال قرض تمويلي من أحد البنوك على أن تكون طريقة السداد على أقساط ليست مرهقة مادياً لك. فتسكن على الفور ولا تضطر للترقب كما في حال البناء إلى موعد قد يطول.
